عشر فوائد من مطالعة جامع العلل لفضيلة الدكتور الفحل
السلام عليكم.
شدني في جامع العلل لفضيلة الدكتور ماهرالفحل ما يلي:
1-العناية بالنقل عن المتقدمين ، وهؤلاء كما تبُين القراءة المتأنية لكلامهم ولشروح المعاصرين مثل الدكتور ماهر أطباء الحديث الحقيقيون، ونقدهم هو الترياق الشافي لعلل الأحاديث.
وكم أسأنا حين تجاوزناهم وزهدنا بهم، فجاء كتاب الجامع ليحيي النقل عن أولئك ويبرز فكرهم ونقدهم مع الشرح البسيط الذي يقرب المعلومة مهما غمضت على ذهن القارئ.
2-العناية بسبر طرق الحديث بطريقة منهجية تقوم على تتبع الحديث عن مدار الإسناد. ولم أر من بز الدكتور ماهرفي سعة السبر .
3-تحري الإنصاف في الحكم على الرواة وعدم غمطهم حقوقهم،ووضعهم في مكانتهم التي يستحقونها، فمثلاً ليس كل عابد يستحق أن يكون من ثقات رواة الحديث فقد تكون فيه غفلة تمنعه عن التحري في صدق من يروي عنهم أو قد تمنعه هذه الغفلة عن الدقة في الرواية فيشوب النقص أو المبالغة الرواية أو لعله يدخل الأسانيد أو المتون في بعضها.
4-يلفت الدكتور الفحل النظر إلى العلماء المعاصرين، بشكل يتيح لقارئ الجامع التعرف إليهم وإلى منـزلتهم العلمية.
5-يقوم منهج النقد عند الدكتورالفحل على بيان مكمن الخطأ من خلال تتبع واستقراء أقوال نقاد الحديث، وتقديم الأولى فالأولى من أقوالهم، فالمعاصرون للراوي ليسوا سواء في الأخذ عنه فمثلاً قد تصح مرويات أهل الكوفة عن راو وتضعف مرويات أهل الشام لعلة فقد الراوي لكتبه أيام كونه في الشام.
ونقاد الحديث ليسوا سواءً في قبولنقدهم، فمثلاً قد لا يؤخذ بجرح ابن معين في رواية الحسن البتري ؛ لأنه لم يبن نقدهعلى كذب ثبت عن الحسن بن صالح بن حي، بل لأنه خالفه في النحلة، مما يؤدي في أحسنالظروف لنبذ رواية الحسن حتى لا تشيع بدعته عند من يبدعه، دون تكذيب الحسن البتريفي روايته، وإن كان الأمر استقر على الأخذ برواية البتري، وغض الطرف عن جرح ابنمعين.
ابن المديني وعبد الرحمن بن مهدي وأبوحاتم الرازي وابن حنبل وابن معين وأبو زرعة والبخاري...هم أعلم الناس بإتقان الرواة، وتمييز الورايات والأسانيد وتمييز طرقها نظراً لطول عهدهم في الرواية والنقل وكثرة مذاكرتهم وسبرهم لمرويات شيوخهم .
6-يقنع الدكتور ماهرقارئه بالكثير الكثير من نقوداته. وذلك بطريقة علمية متسلسلة.دون قسر ذهن القارئ على شيء من آرائه، فهو يميل لإبداء الدليل قبل تقرير رأيه.
7-ما أسهل أن يرجع ماهرالفحل عن رأي أو نقد إن استبان له خطؤوه.
8-الفحل فيه حدة ورقة قلب يستفيدها القارئ ويتأثر بها.
9- يشهد نقد الفحل له بالأدب مع أهل الدين خصوصاً العلماء،بينما لا يبالي أن ينتقد أياً كان من المعاصرين إن خالف المنهج العلمي أو أضربالأمة من خلال سوء تخريجه لحديث أو سوء إخراج له لكتاب، ولا يعاني قارئ الفحل منأي مشكلة مع المعاصرين، فالفحل لا يروثه الضغينة إلا على الخطأ دون أن يتجاوز الأمرإلى مرتكبه، وهذا بشكل عام شبه تام.
10- لقد أحيا كتاب الجامع فينا الرغبة لسبر طرق الحديث ، وحسن النظر في الأسباب الموضوعيةلاختلاف العلماء.