مراد الحافظ ابن حجر: أخرجه فلان وفلان وأصله كذا وكذا ....
من خلال تدريسي لكتاب " بلوغ المرام " ولمرات عديدة استوقفني كلام الحافظ ابن حجر حينما يسوق حديثاً ويخرجه فيقول : (( رواه فلان وفلان وأصله في كذا وكذا )) .
مثال ذلك :
101- وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهل قباء فقال : (( إن الله يثني عليكم )) فقالوا : إنا نتبع الحجارة الماء . رواه البزار بسند ضعيف . وأصله في أبي داود والترمذي .
وعندما رجعنا إلى سنن أبي داود ، وجامع الترمذي وجدنا روايتهما بلفظ واحد كلاهما عن محمد بن العلاء ، عن معاوية بن هشام ، عن يونس بن الحارث ، عن إبراهيم بن أبي ميمونة ، عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( نزلت هذه الآية في أهل قباء ( فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ) قال : كانوا يستنجون بالماء ، فنـزلت هذه الآية فيهم .
ومن خلال تتبع كلتا الروايتين نجد الرواية الثانية ( الأصل ) هي الأقوى ، وتلك ضعيفة .
ومثال آخر :
حديث ( 107 ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه في قصة ثمامة بن أثال عندما أسلم فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يغتسل . رواه عبد الرزاق ، وأصله متفق عليه .
أقول :
ورواية عبد الرزاق جاءت في مصنفه (9834) من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة : أن ثمامة الحنفي أسر فكان النبي صلى الله عليه وسلم يغدوا إليه فيقول : ما عندك يا ثمامة ؟ فيقول : إن تقتل تقتل ذا دم ، وإن تمن تمن على شاكر، وإن ترد المال تعط منه ما شئت ، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحبون الفداء ، ويقولون ما نصنع بقتل هذا ؟ فمر النبي صلى الله عليه وسلم يوماً ، فأسلم فحله وبعث به إلى حائط أبي طلحة فأمره أن يغتسل . فاغتسل وصلى ركعتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لقد حسن إسلام أخيكم )).
وعندما رجعنا إلى رواية الصحيحين وجدنا أن رواية مسلم جاءت بنحو رواية عبد الرزاق وأوسع أما رواية البخاري 1/125( 462) من طريق سعيد بن أبي سعيد سمع أبا هريرة قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلاً قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اطلقوا ثمامة فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .