أبو بكر الدوسري المشرف
عدد المساهمات : 150 تاريخ التسجيل : 31/12/2010
| موضوع: النظر إلى الفرج دراسة نقدية // المحدث العلامة ماهر الفحل الخميس فبراير 24, 2011 6:48 pm | |
|
" الحمد لله وحده " :
حَدِيْث هشام بن خالد (1) ، عن بقية بن الوليد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عَبَّاسٍ (2) قَالَ: قَالَ رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا جامع أحدُكم زوجته أو جاريته فلا يَنْظُرْ إلى فَرْجِها، فإنّ ذَلِكَ يُوْرِثُ العمى)) . رَوَاهُ من هَذِهِ الطريق ابن أبي حاتم في " العلل " (3) ، وابن حبان في " المجروحين " (4) ، وابن عدي في " الكامل " (5) ، والبيهقي في " السنن الكبرى " (6) ، وابن عساكر (7) في " تاريخ دمشق " (8) . والحديث هَذَا أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (9) ، وَقَالَ أبو حاتم - بَعْدَ أن أورده مع حديثين آخرين -: ((هَذِهِ الثلاث الأحاديث موضوعة لا أصل لها، وَكَانَ بقية يدلس، فظن هؤلاء أنه يقول في كُلّ حَدِيْث ((حَدَّثَنَا)) وَلَمْ يفتقدوا الخبر مِنْهُ)) (10) . وَقَالَ ابن حبان: ((يشبه أن يَكُوْن بقية سمعه من إنسان ضعيف عن ابن جريج، فدلس عَنْهُ، فالتزق كُلّ ذَلِكَ بِهِ)) (11) . وَقَالَ ابن عدي بَعْدَ روايته: ((حدثناه بهذا الإسناد ثلاثة أحاديث أخر مناكير، وهذه الأحاديث يشبه أن تكون بَيْنَ بقية وابن جريج بعض المجهولين أو بعض الضعفاء؛ لأن بقية كثيراً ما يدخل بَيْنَ نفسه وبين ابن جريج بعض الضعفاء أو بعض المجهولين)) (12) . فمن هَذَا كله يتضح أن بقية قَدْ دلسه عن بعض الواهين، أو لربما دلّس مشيخة ابن جريج، لاسيما وَقَدْ عنعن ابن جريج، وَهُوَ لا يكاد يدلس إلا عن مطعون فِيْهِ (13) . أثر الْحَدِيْث في اختلاف الفقهاء (نظر الزوج إلى فرج زوجته أو حليلته) : اختلف الفقهاء في جواز نظر الزوج إلى فرج زوجته أو ملك يده عَلَى مذهبين: الأول: يكره للزوج النظر إلى فرج زوجته، كَمَا يكره للزوجة النظر إلى فرج زوجها، وإليه ذهب الشافعية (14) ، والحنابلة (15) . الثاني: ذهب جمهور الفقهاء إلى إباحة نظر كُلّ من الزوجين إلى فرج الآخر، ونظر المالك إلى فرج مملوكته، ونظر المملوكة إلى فرج مالكها. وبه قَالَ الحنفية (16) ، والمالكية (17) ، والظاهرية (18) . ومع ذَلِكَ فإن الحنفية قالوا: الأولى عدم النظر (19) .
المحدث العلامة ماهر ياسين الفحل
انتهى البحث *******
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) هُوَ أَبُو مروان هشام بن خالد الأزرق الدمشقي السلامي، مولى بني أمية: صدوق، ولد سنة (153 هـ) ، وَقِيْلَ: (154 هـ) ، وتوفي سنة (249 هـ) . تهذيب الكمال 7/401 (7169) ، وميزان الاعتدال 4/298، والتقريب (7291) . (2) حبر الأمة البحر، أبو العباس عَبْد الله، ابن عم النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - العباس بن عَبْد المطلب القرشي الهاشمي، ولد قَبْلَ الهجرة بسنتين، وتوفي سنة (67 هـ) ، وَقِيْلَ: (68 هـ) . معجم الصحابة، لابن قانع 8/2905، وسير أعلام النبلاء 3/331 و 359، والإصابة 2/330. (3) 2/295 (2394) . (4) 1/231، طبعة السلفي. (5) 2/265. ومن طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " 2/271. (6) 7/94 و 95. (7) الإمام الحافظ علي بن الحسن بن هبة الله، أبو القاسم الدمشقي الشَّافِعِيّ، المعروف بابن عساكر، ولد سنة (499 هـ) وصنف الكثير، فمن ذَلِكَ " تاريخ دمشق " و " تبيين كذب المفتري " وغيرهما، توفي سنة (571 هـ) . انظر: وفيات الأعيان 2/309، وسير أعلام النبلاء 20/554، وشذرات الذهب 4/239. (8) 46/303، ورواه مرة أخرى 65/369 من طريق هشام بن عمار، عن بقية، بِهِ. قَالَ الألباني: ((فلا أدري هَذِهِ متابعة من هشام بن عمار لهشام بن خالد، أم أن قوله: ((عمار)) محرف عن خالد، كَمَا أرجح)) . سلسلة الأحاديث الضعيفة (195) . ولعل ما رجحه الألباني هُوَ الأقرب، فما رَوَاهُ من طريقه وَهُوَ نسخة من عدة أحاديث، رواها ابن حبان في " المجروحين " 1/231، وابن عدي في الكامل 2/265 من طريق هشام بن خالد. (9) 2/271. (10) علل الْحَدِيْث 2/295 (2394) . (11) المجروحين 1/231، طبعة السلفي. (12) الكامل 2/265. (13) انظر: ميزان الاعتدال 1/333، ونصب الراية 4/248، والسلسلة الضعيفة (195) ، والتعليق عَلَى تهذيب الكمال 4/562. (14) نهاية المحتاج 6/195، ومغني المحتاج 3/134، والإقناع، للشربيني 2/404. (15) المغني 6/557 . (16) بدائع الصنائع 5/118. (17) شرح منح الجليل 2/5. (18) المحلى 10/33. (19) المبسوط، للسرخسي 10/148.
| |
|